اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 255
و الصّواب ابن كدن- بدال مفتوحة بعدها نون.
و الحديث الّذي أشار إليه أخرجه ابن السكن و ابن مندة، من طريق محمد بن فهر بن جميل بن أبي كريم بن لفاف، عن أمية، و لفاف بن الفضل بن أبي كريم، عن المفضل بن أبي كريم، عن أبيه، عن جدّه لفاف بن كدن، عن الأقرع بن شفيّ العكيّ، قال: قال: دخل عليّ النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) في مرضي، فقلت: لا أحسب إلا أني ميّت في مرضي. قال: «كلا لتبقينّ و لتهاجرنّ إلى أرض الشّام و تموت و تدفن بالرّبوة من أرض فلسطين» [1].
قال ابن السّكن: لا نعرف من رجال هذا الإسناد أحدا.
و قال ابن مندة: و رواه إسماعيل بن رشيد عن ضمرة بن ربيعة، عن قادم بن ميسور، عن رجل من عكّ، عن الأقرع العكي نحوه، قال ضمرة: و توفي الأقرع هذا في خلافة عمر.
قلت: فهذا طريق ثان يردّ على ما جزم به أبو عمر، و رواه هشام بن عمار في فوائده عن المغيرة بن المغيرة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيبانيّ، قال: مرض رجل من عك يقال له الأقرع، فذكر نحوه. و قال في آخره: و دفن بالرملة [2]، أخرجه ابن عساكر في مقدمة تاريخه من هذا الوجه، فهذه طريق ثالثة.
بعثه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) إلى ذي مرّان و ذي رود إلى طائفة من اليمن، كذا أورده أبو عمر مختصرا. و قد ذكر ذلك سيف في «الفتوح»، عن الضّحّاك بن يربوع، عن أبيه، عن ماهان، عن ابن عباس بذلك.
و ذكر الطّبريّ، عن سيف- أن أسامة بن زيد لما توجه بالعسكر بعد موت النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) وجه رسلا [4] فرجعوا إليه بخبر أهل الرّدة، و منهم الأقرع بن عبد اللَّه، و جرير بن عبد اللَّه البجلي، فذكر القصة.
[2] الرملة: واحدة الرمل: مدينة بفلسطين، كانت قصبتها و كانت رباطا للمسلمين و بينها و بين بيت المقدس اثنا عشر ميلا و هي كورة منها. انظر مراصد الاطلاع 2/ 633.